«وادي الوريعة» بالفجيرة.. مغامرة «برية» في أحضان الطبيعة

فى: الخميس - يناير 20, 2022      Print

الفجيرة لؤلؤة الساحل الشرقي، حيث مقومات الجمال وسحره، بما تضمه من محميات طبيعية وفنادق ومنتجعات ومناظر خلابة وأماكن سياحية، إلى جانب شتائها المعتدل وشواطئها الممتدة على خليج عُمان، ورمالها الذهبية، إضافة إلى تعدد المواقع الأثرية، كلها عوامل جعلتها من بين أهم وأجمل المناطق السياحية الجاذبة لقضاء أجمل شتاء في العالم.

ويمنح تنوع الجغرافيا والتضاريس وتباينها بين الرمال والجبال والسواحل والجزر والمحميات الطبيعية، الزائر والسائح خيارات متنوعة، ومن أبرزها وأكثرها جاذبية محمية «وادي الوريعة» في الفجيرة التي تعتبر واحدة من المحميات الطبيعية التي تزخر بها دولة الإمارات، فهي من أقدم وأهم المحميات، حيث تحتوي أنواعاً فريدة من النباتات والحيوانات التي تعتبر بعضها مهددة بالانقراض، ناهيك عن سحر الطبيعة الذي يبث الراحة في نفوس زوارها.

وتعتبر «الوريعة» من أجمل المحميات الجبلية في الدولة، حيث تتميز بأنها منطقة جذب سياحي للكثيرين، لما تحتويه من سحر الطبيعة، ووجود أعدادٍ كبيرة من عيون المياه والشلالات التي تنبع من باطن الأرض، إضافة إلى العديد من الحيوانات البرية والطيور النادرة، الأمر الذي شجّع السياح على زيارتها.

ووادي الوريعة الذي أصبح بتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، أول منطقة جبلية تتحول إلى محمية طبيعية من أهم الأماكن الجاذبة للسياح التي يتوافد إليها آلاف من الزوار من مختلف أرجاء الدولة وخارجها، للاستمتاع بمياه شلالاتها وبالمناظر الخلابة التي تطوقها سلسلة من الجبال الشاهقة التي تكسوها الخضرة معظم أيام السنة.

شلالات ومناظر طبيعية ساحرة

يمتد وادي الوريعة على مساحة 220 كيلومتراً مربعاً تزينها أنواعٌ رائعة من النباتات والحيوانات، إضافة إلى المناظر الطبيعية الساحرة، والمتمثلة بالشلالات والمساحات الخضراء وينابيع المياه العذبة.

تقع محمية وادي الوريعة الجبلية ضمن سلسلة جبال الحجر، التي تتميز بتنوع بيولوجي فريد وتكوينات جيولوجية فريدة من المنحدرات الصخرية، وتمتد من سلطنة عمان في الجنوب حتى مضيق هرمز في الشمال، وتبعد المحمية 45 كيلومتراً شمال مدينة الفجيرة على الطريق الواقع ما بين خورفكان ومنطقة البدية.

ويعود سبب تسمية الوادي باسم «الوريعة» نسبة إلى نبات الورع، وهو الاسم المحلي لنبات «القصب»، الذي ينتشر بشكل خاص في أماكن وجود برك المياه الدائمة في الوادي، وتقسم المحمية من الناحية الإدارية إلى 3 قطاعات هي: «قطاع السياحة البيئية، والقطاع المركزي، وقطاع الحماية وهي المنطقة المحيطة».

حيوانات وطيور نادرة

تضم المحمية 200 نوع من النباتات البرية، من بينها زهور الأوركيد الشهيرة التي تنتشر بالدولة، كما تضم المحمية تنوعاً هائلاً من الحيوانات البرية، والبرمائيات، والحشرات المائية، والطيور، والنباتات البرية الفريدة، بالإضافة إلى 652 نوعاً من الحيوانات، و94 نوعاً من الطيور المهددة بالانقراض، و208 أنواع من النباتات البرية.

تحمل جبال «الوريعة» الوعرة سحراً خلّاباً لا يمكن التعبير عنه بمجرد كلمات، فمن مميزات المحمية الطبيعية، وجودها وسط جبال الحجر، كما أنها تحتوي على نظامٍ بيئي فريد، فهي موطن العديد من الحيوانات النادرة المهددة بالانقراض، ومن أهم مصادر المياه العذبة الطبيعية في شبه الجزيرة العربية.




مغامرات وموقع للاستجمام

إذا كنت من عشَّاق المغامرة، فلا يوجد مكان أفضل من محمية وادي الوريعة الوطنية؛ لتخوض مغامرة مميزة وسط أحضان الطبيعة، إضافة إلى تسلق الجبال الشاهقة التي باتت رياضة وهواية ومطلباً للكثيرين من الباحثين عن المغامرة والترحال واكتشاف الحياة البدائية، كما أن الساعين وراء الاستجمام لن يجدوا أفضل من وادي الوريعة؛ للحصول على لحظات من الاسترخاء والهدوء، بعيداً عن ضجيج وصخب المدينة.

وتعد محمية وادي الوريعة الوطنية المكان الوحيد في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يمكنك فيه مشاهدة زهرة الأوركيد المحلية عن قرب.

وإذا كنت من محبي السباحة أو الصيد فبإمكانك التمتع بالمياه التي يوفرها وادي الوريعة بالفجيرة بكثرة، إذ إن الوادي يجذب عدداً كبيراً من السياح، إضافة إلى صيد بعض الأسماك والتمتع بمنظر المياه العذبة المتعددة. وبما أنّ الوادي يشتهر بالجبال الكبيرة الموجودة فيه فيمكنك القيام بتجربة التسلق والاستمتاع بالمياه في وقت واحد، كما يمكنك التقاط بعض الصور التذكارية مع تلك المناظر الساحرة.

ويمكنك تناول الطعام في الهواء الطلق حيث الشلالات والأشجار والمياه وسلسلة الجبال من حولك لتشعر نفسك بأنك في إحدى القصص الخيالية لما يحويه من مناظر وإطلالات خلابة.



أشجار ونباتات جبلية

وتضم محمية وادي الوريعة الوطنية 22 نوعاً من الثعالب البرية النادرة، لتشكل تجربة زيارة تلك المحمية الساحرة واحدة من أفضل التجارب الطبيعية داخل الدولة.

كما أنها موطن لثعلب «بلاندفورد»، والقط البري العربي والقنفذ والوشق، وغيرها من الفصائل المتميزة، كل هذا التنوع يخلق فرصة للزوار لتلك المحمية لقضاء أجمل شتاء في الإمارات.

بالإضافة للنباتات الجبلية والأشجار المختلفة الممتدة في نواحي وادي الوريعة المختلفة والتي تعطي هواء نقياً وشعوراً رائعاً لتجعلك تمضي أمتع الأوقات بعيداً عن ضوضاء المدينة وبهذا يلعب وادي الوريعة دوراً كبيراً في السياحة في الإمارات لأنه يعتبر أحد أبرز معالم السياحة بالمنطقة الشرقية عامة والفجيرة خاصة.

وقد اختيرت محمية وادي الوريعة في الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي؛ نظراً لوجود العديد من المميزات والقيم الاستثنائية التي تجعل المحمية متفردة بنظامها وخصوصيتها الطبيعية منها وجود أعداد كبيرة من عيون المياه والشلالات التي تنبع من باطن الأرض، بالإضافة إلى احتوائها على نظام بيئي فريد.

هذا وتعد المحمية مناسبة للبرامج التعليمية التي تشمل المدارس والجامعات، وبرامج التوعية والتثقيف البيئي والاجتماعي، خاصة إن المحمية منطقة رطبة فريدة من نوعها، تضم أعداداً كبيرة من الثدييات والنباتات والأسماك والطيور واللافقاريات ذات الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، وتتمتع المحمية بالحصانة التامة في مواجهة جميع الأنشطة التي تهدد الحياة البرية والتنوع البيولوجي كالصيد والرعي أو قطع الأشجار.

تعتبر محمية الوريعة أول منطقة جبلية محمية في الإمارات منذ عام 2009، كما أنها مدرجة كمنطقة محمية من الفئة الثانية تابعة للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، وتمتد المنطقة المحمية على مساحة 129 كيلومتراً مربعاً في الجزء الشمالي من الفجيرة، ويعيش في الوادي 9 أنواع من الزواحف والبرمائيات، و467 نوعاً من المفصليات، و20 نوعاً من الثدييات.

سجلت المحمية اكتشافات فريدة من نوعها ونادرة، وذلك من خلال بعثات ودراسات عكفت على جمع عينات مستمرة كشفت أنها ملجأ للنباتات والحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض وذلك على مستوى منطقة الخليج العربي، لتميزها بتعدد البيئات من جبلية وصحراوية إضافة إلى بيئة المياه العذبة، ويحتوي هذا المكان على تنوع نباتي فريد فقد تم تسجيل نحو 6 أنواع من النباتات الطبيعية غير الشائعة في الإمارات منها: مورينجا، وايهيللا، وبرافك يريجريني، وتيبها دومينجينسيس.

الرؤية





أخبار ذات صلة

Horizontal Ad

تغريدات


الإعلانات



مكتب الرميلة لتخليص المعاملات