500 مليار دولار سوق تكنولوجيات التعليم 2025

فى: الثلاثاء - مارس 30, 2021      Print

يشهد قطاع التعليم عن بعد ازدهارا غير مسبوق منذ نحو عام، في إطار الجهود العالمية، ليس فقط لتسهيل التعليم في ظل الظروف الراهنة التي فرضتها جائحة كورونا، وإنما ليصبح أكثر فعالية. ووفق صحيفة لوفيغارو الفرنسية فقد شهد القطاع استثمار 16 مليار دولار العام الماضي، وسط توقعات بأن يصل حجم هذا السوق إلى 500 مليار دولار في غضون 2025. عزّز وباء كورونا الحاجة إلى حلول مبتكرة في قطاع التربية والتعليم، والتعليم العالي والتدريب أيضا.
وتقول ماري كريستين لوفي مؤسسة شركة إيدوكابيتال، وهي أول صندوق استثماري متخصص في التعليم الرقمي في أوروبا، إن العالم كله اتجه نحو تكنولوجيات التعليم ومع الأزمة ربحنا من 5 إلى 10 أعوام فيما يتعلق بتطوير استخدامات هذه التكنولوجيات.

وتعني تكنولوجيات التعليم اليوم مجموعة الحلول التكنولوجية التي تخدم التربية والتدريب، سواء تعلق الأمر بالأطفال أو الطلبة أو الكبار، بما في ذلك طرق تعليم القراءة أو اللغات الأجنبية أو مختبرات التجارب العلمية الافتراضية أو المعسكرات التفاعلية أو التدريب عن بعد، ذلك أن حقل التطبيقات المتوفرة التي ينتظر ابتكارها واسع جدا.

غير أن كل هذه التكنولوجيات تشترك كلها في أنها تساهم في تعزيز التعليم الشخصي المبتكر، بمساهمة أكبر من المتعلم. والأمر لا علاقة له وفق ماري كريستين لوفي بأدوات تنظيم المؤتمرات عن بعد، مثل تطبيق زووم الذي استخدمه البعض لمواصلة التعليم خلال فترة الإغلاق، فهذه التطبيقات لم يتم إطلاقها أبدا لتكون أدوات تربوية. لقد كان عام 2020 محوريا بالنسبة لسوق تكنولوجيات التعليم، إذ تم استثمار أكثر من 16 مليار دولار في القطاع العام الماضي على الصعيد العالمي أي مرتين أكبر مما تم استثماره في 2019. ومن المتوقع أن يبلغ حجم هذا السوق 500 مليار دولار في غضون 2025. ففي أوروبا ارتفعت القيمة السوقية لمنصةKahoot التي تسمح للمعلمين ببناء محتواهم ووضع الامتحانات واستخدام الألعاب أثناء الدرس إلى 13 مليار دولار في بورصة أوسلو، وفي الولايات المتحدة تستعد عدة شركات رائدة مثل Duolingo وCoursera للإدراج في البورصة هذا العام.

فرصة غير مسبوقة

في كل مكان في العالم، فرض الإغلاق الوعي بالحاجة إلى إدماج حلول رقمية في التعليم والتدريب، وقد فهمت كل من الصين والولايات المتحدة هذه الحاجة منذ فترة طويلة، واستثمرتا بشكل كبير منذ سنوات سواء في المدارس أو الثانويات أو الجامعات أو في التعليم على مدى الحياة.

وأما في فرنسا، فقد حركت الأزمة والسياق الطارئ الذي وقعت فيه الأمور، إذ زاد الطلب على الحلول الخاصة بالتعليم والتدريب عن بعد، خصوصاً بعد الإغلاق الذي أدى إلى إحالة الكثير للبطالة وبروز الحاجة إلى كفاءات في تخصصات أخرى.

وترى آن شارلوت مونيري المديرة العامة لجمعية «إيد تاك» الفرنسية وهي جمعية تضم الشركات الناشئة في القطاع أن الأزمة الصحية تحولت إلى فرصة غير مسبوقة بالنسبة للشركات الفاعلة في هذا القطاع، مضيفة «الورشة الكبرى التي تواجهها فرنسا هي رقمنة التعليم من التعليم الابتدائي وحتى التعليم العالمي، وهذا ما نحن متأخرون فيه».

وأشارت لوفيغارو إلى أن الأزمة الصحية سمحت بتجاوز بعض الحواجز النفسية والثقافية التي كان يعاني منها بعض المعلمين ومديري المدارس والجامعات وحتى الأولياء حول العالم وبات على الجميع التصرف، إذ تمت تجربة حلول موجودة ومجانية، لكن تبدو الحاجة ماسة إلى تدريب المعلمين أكثر للتعامل بشكل أفضل مع الجيل الجديد.

وتقول آن ماري مونيري إن الجميع فهم أن الحلول الجديدة هي مكملات تربوية ضرورية، ولن يستغنى عنها أبدا لاحقا، مضيفة «علينا أن نجدد طريقة التعليم خصوصاً التعليم الجامعي والمزاوجة بين التعليم عن بعد والحضور، وهذا يتطلب طرقاً جديدة في علم التربية».

قضية السيادة

لفتت لوفيغارو إلى أن زبائن الشركات الناشئة في قطاع تكنولوجيات التعليم هم في الغالب وزارات ومناطق تعليمية، وليس المستخدمين، أي الطلبة والتلاميذ، لذلك لا يبدو الوضع سهلاً جداً ويسمح لهذه الشركات بأن تتطور سريعا وتبنى نموذجا اقتصاديا قويا. وتعتقد ماري كريستين لوفي مؤسسة شركة «إيدوكابيتال» وهي أول صندوق استثماري متخصص في التعليم الرقمي في أوروبا، أن وعي الحكومات يجب أن يتجسد على أرض الواقع من خلال الاستثمار في التعليم عن بعد لمواجهة الاكتساح الأميركي والصيني الذي يمكن أن يمثل تهديداً للسيادة.

القبس





أخبار ذات صلة

Horizontal Ad

تغريدات


الإعلانات



مكتب الرميلة لتخليص المعاملات