فى: الثلاثاء - يناير 07, 2020 Print
ارتفعت أسعار النفط 2 في المائة أمس، مواصلة مكاسبها ودافعة برنت فوق 70 دولارا للبرميل، مع تأجج التوترات في الشرق الأوسط.
وساعد على مزيد من المكاسب السعرية تحسن آفاق الاقتصاد العالمي مع اقتراب إنهاء النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وإبرام اتفاق تجاري أولي بين البلدين.
كما يدعم الأسعار تشديد المعروض، الذي ينفذه تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها منذ مطلع العام الجديد بتقليص المعروض العالمي بتخفيضات أعمق تصل إلى 1.7 مليون برميل يوميا بخلاف التخفيضات الطوعية وتستمر على مدار الربع الأول من العام الجاري قبل أن يعاد تقييمها في مارس المقبل.
وقال لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون، إن ارتفاع الأسعار يعزز اقتصادات الدول المنتجة بشرط ألا يصل إلى مرحلة الإفراط، التي تؤثر سلبا في نمو الطلب.
وأشاروا إلى أن التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط تؤثر في الاقتصاد العالمي لكون المنطقة غنية بالنفط واحتياطياته المؤكدة لافتين إلى أن ظروف السوق الراهنة تعزز ثروات شركات الطاقة الأمريكية المضطربة.
وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أنه على الأغلب ستستمر الزيادة المطردة في أسعار النفط الخام ما لم يحدث مواقف جديدة تهدئ المخاوف من الحروب وتصاعد النزاعات، لافتا إلى أن الوضع الحالي قد يسفر عن تعطل أو توقف جزئي في إمدادات الشرق الأوسط.
وأوضح أن الجميع يتعامل بحذر مع ارتفاع الأسعار نظرا لتوقعات مقابلة تشير إلى زيادة قياسية في إمدادات النفط الخام في الأسواق وهو ما يكبح استمرار المكاسب السعرية، لافتا إلى أن أي مؤشر على انخفاض الإنتاج من الشرق الأوسط يمكن أن يفيد المنتجين الأمريكيين ويعزز الميزانيات العمومية لأضعف الشركات.
وأوضح أن منتجي النفط يقومون بتقييم ميزانيات الإنفاق الرأسمالي لهذا العام وقد تؤدي زيادة التدفقات النقدية في 2020 إلى إغراء بعض من الشركات الأمريكية على زيادة الإنتاج.
من جانبه، قال دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية، إن سوق النفط الخام متخمة بالفعل بسبب زيادات في إنتاج دول خارج تحالف "أوبك+" وبخاصة الولايات المتحدة والنرويج والبرازيل وجيانا لذا يجب ألا ينساق المنتجون لإغراء ارتفاع الأسعار ويسارعوا إلى التوسع في أنشطة الحفر مرة أخرى.
وشدد على ضرورة التعامل بحذر مع تطورات السوق ودفعها دوما نحو التوازن والاستقرار وهو ما تقوم به بالفعل مجموعة المنتجين في "أوبك +".
وأشار إلى أن المخاطر الجيوسياسية عادت لتلقي بظلال كثيفة وتهبط بثقلها على سوق النفط في ضوء تصاعد التهديدات في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن الشركات والمستثمرين في حالة حيرة، ما يمكن أن تسفر عنه تطورات الصراع في الفترة المقبلة.
من ناحيته، ذكر لوكاس برتيهرير المحلل في شركة "أو إم في" النمساوية للنفط والغاز، أن التوترات في الشرق الأوسط أدت إلى تصاعد المخاطر في المنطقة، وبالتالي إلى قفزات سعرية قياسية هي الأعلى في سبعة أشهر والموقف مرشح لمزيد من التصاعد مع احتمال وقوع مزيد من الأعمال العسكرية في المنطقة، مشيرا إلى ارتفاع العقود الآجلة للنفط في نيويورك ولندن بأكثر من 4 في المائة بعد الهجوم.
وأوضح أن الوضع مقلق في المنطقة خاصة إذا تم ربطه بهجمات سابقة كانت ذات تأثير واسع على الصناعة ومنها الهجوم على منشآت الطاقة في السعودية، وكذلك الناقلات الأجنبية في الخليج العربي وحوله.
وأكد أن منطقة الشرق الأوسط تتحكم في نصيب كبير من الإمدادات النفطية العالمية والاحتياطيات، علاوة على أنها منطقة تضم أكبر خمس دول منتجة للنفط في منظمة "أوبك".
بدورها، قالت نايلا هنجستلر، مدير إدارة الشرق الأوسط وإفريقيا في الغرفة الفيدرالية النمساوية، إن التطورات الخطيرة الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط لن يتم تجاوزها بسهولة، خاصة إذا أخذ في الحسبان أن العام الجديد هو عام الانتخابات في الولايات المتحدة.
ولفتت إلى أن الأمر له تأثيرات واسعة على سوق النفط، خاصة أن الولايات المتحدة تعد حاليا أكبر منتج للنفط الخام في العالم، بينما إيران والعراق من ضمن أكبر منتجي المنطقة، ويتحكمون في أكثر من 6.7 مليون برميل يوميا من الإنتاج العالمي للنفط الخام، وهو ما يمثل أكثر من خمس إنتاج "أوبك" ولكن وفرة المعروض في الأسواق حاليا تزيح المخاوف من انقطاع الإمدادات، علاوة على التفاهمات السعودية الروسية، التي تدفع نحو استقرار السوق وتأمين احتياجات المستهلكين.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط 2 في المائة أمس، مواصلة مكاسبها ودافعة برنت فوق 70 دولارا للبرميل، مع تأجج التوترات في الشرق الأوسط.
وبحسب "رويترز"، صعدت العقود الآجلة لخام برنت إلى 70.74 دولار للبرميل وسجلت 70.25 دولار في الساعة 05:51 بتوقيت جرينتش، مرتفعة 1.65 دولار بما يعادل 2.4 في المائة عن تسوية الجمعة، وذلك قبل أن تتراجع إلى 69.55 دولار في الساعة 11:50 بتوقيت جرينتش، مرتفعة 95 سنتا بما يعادل 1.38 في المائة.
وسجل الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 63.77 دولار للبرميل، مرتفعا 72 سنتا أو 1.14 في المائة بعد أن لامس في وقت سابق 64.72 دولار، أعلى سعر منذ نيسان (أبريل) 2019.
وتأتي المكاسب بعد صعود بأكثر من 3 في المائة يوم الجمعة عقب ضربة جوية أمريكية في العراق قتلت قاسم سليماني، ما زاد المخاوف من صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط قد يعطل إمدادات النفط.
وتسهم المنطقة بنحو نصف إنتاج العالم من الخام، في حين يمر خمس شحنات النفط العالمية عبر مضيق هرمز.
ويوم أمس الأول، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض عقوبات على العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في حالة إجبار القوات الأمريكية على الانسحاب منه. كان العراق قد دعا في وقت سابق القوات الأمريكية والأجنبية الأخرى إلى مغادرة أراضيه.
وأكد ترمب أيضا أن الولايات المتحدة سترد ضد إيران إذا ردت طهران على قتل سليماني.
"الاقتصادية" من الرياض
Last Updated 21 hours ago
© جميع الحقوق محفوظة 2017 - 2024