العالم على شفا نَقْرَة من الهاكرز

فى: السبت - ديسمبر 14, 2019      Print

محمد أمين -كلما تقدمت حياتنا أصبحت أكثر تعقيداً، وكلما زاد اعتمادنا على تقنية المعلومات أصبح أمننا أكثر هشاشة.. صحيح أن الجانب المضيء لتكنولوجيا المعلومات جعل حياتنا أكثر سهولة ورفاهية، لكن الجانب المظلم أضعف أمننا وجعلنا فريسة سهلة للأشرار. فالحرية والفرصة اللتان أتاحتهما شبكة الانترنت، وجدتا من يستغلهما من المجرمين والإرهابيين والعصابات المنظمة، الأمر الذي جعل أمن المعلومات والجريمة الإلكترونية، من أكبر هموم الفرد في القرن الحادي والعشرين.أصبح بوسع مراهقٍ هاوٍ أو هاكر محترف، بنقرة زر واحدة وهو يجلس في منزله الذي يبعد آلاف الأميال عن «مسرح الجريمة» تعطيل الاتصالات في باريس أو شل حركة الطيران في واشنطن أو إغلاق مترو الأنفاق في لندن أو إحداث الفوضى في النظام المصرفي في وول ستريت. معلوم أن الهاكرز لديهم استراتيجياتهم المختلفة، وطالما هناك بيانات في الفضاء فلا بد أن تتعرض لمحاولات القرصنة، فهي مسألة وقت ليس إلا، وقد تكون عواقب هذه الهجمات وخيمة، سواء للفرد أو الشركة. وقدرت مجلة سايبر كرايم خسائر الجرائم الإلكترونية منذ بدء استخدام الإنترنت وعمليات القرصنة الإلكترونية حتى عام 2021 بحوالي 6 تريليونات دولار. وتستحوذ الصين على ما نسبته 41 في المئة من الهجمات الإلكترونية حول العالم.من الهاكر؟ هو شخص ذكي، يتمتع بمهارات عالية في مجال البرمجة وأمن المعلومات، ويكتشف ثغرة أو نقطة ضعف في أنظمة أو شبكات الكمبيوتر ويستغلها لاختراق هذه الشبكات من أجل المتعة الشخصية أو للقيام بأعمال غير قانونية، مثل الاحتيال والتزوير وسرقة المال أو البيانات للآخرين من الشركات والمؤسسات والأفراد أو لتحقيق أهداف سياسية أو من أجل التشهير بالخصوم، وهناك ثلاثة أنواع من الهاكرز (القراصنة): 1 - القراصنة ذوو القبعات البيضاء. وهم الحرفيون الذين يخترقون نظام الكمبيوتر لشركة ما من أجل إصلاح خلل أو سد ثغرة، وغالباً ما يكونون من موظفي الشركة. 2 - ذوو القبعات السوداء، وهم الذين يخترقون أنظمة الآخرين بلا إذن، بغرض سرقة المال أو انتهاك الخصوصية. 3 - ذوو القبعات الرمادية، وهم عبارة عن فضوليين يحاولون اختراق أنظمة الكمبيوتر أو اكتشاف ثغرات فيها، أو يخترقون شبكات كمبيوتر بهدف البحث أو من أجل الحصول على جائزة اكتشاف ثغرة في برامج مؤسسة أو شركة ما. من جهة مقابلة، فإن القرصنة بحد ذاتها لا تعتبرجريمة إلكترونية، ولا يُعاقِب عليها القانون إلا إذا ارتبطت بجريمة خطيرة أو احتمال أن يُفضي إلى جريمة، والجريمة الإلكترونية هي استخدام شبكة الكمبيوتر للقيام بنشاطات غير قانونية مثل نشر الفيروسات الإلكترونية أو التحرش أو التنمّر أو إجراء عمليات غسل أموال أو تحويلات غير قانونية أو التحايل أو انتحال الشخصية أو الاستيلاء على أو تداول بيانات أو حقوق ملكية بلا ترخيص أو مهاجمة الخوادم أو نشر رسائل إلكترونية زائفة أو انتهاك أسرار الأمن القومي...كلمة السر! كيف يمكن الحد من القرصنة؟.. عبر التخزين الآمن لبيانات المُستخدِم في أماكن مختلفة وتحت كلمات سر مختلفة هو السبيل الأمثل لحماية البيانات، فعندما يخترق الهاكر جهاز كمبيوتر ما، لا يستطيع اختراق الأجهزة الأخرى. كما يمكن للشركات إقامة أنظمة لمراقبة الشبكات يمكنها ضبط عمليات القرصنة في مهدها، وقبل أن يتمكن القراصنة من تنزيل الملفات، وحينها يمكن لفريق أمن المعلومات التابع للشركة، التدخل للتخفيف من الأضرار، ويمكن استخدام أدوات كشف البيانات لضبط أية عملية اختراق مبكراً، ويتعين على الشركات توعية موظفيها بأفضل الممارسات الأمنية مثل استخدام كلمات مرور صعبة وكيفية اكتشاف الرسائل الإلكترونية الزائفة واستشارة الطاقم الفني في الشركة عند ملاحظة أية تغييرات في الحسابات الإلكترونية أو أي نشاط مُريب.ضعف الحماية ما الذي يحدث حين لا تحمي الشركات بياناتها جيداً؟ ربما تكون شركتا «أدوبي» و«سوني» أبرز الأمثلة على شركات كبرى تعرضت لجماعات الهاكرز بسبب ضعف استراتيجياتها لحماية أمن معلوماتها. فقد كان من السهل على القراصنة اختراق شبكتها. وفشلت سوني كذلك، في إقامة نظام فاعل لأمن معلوماتها، مما سهل على القراصنة سرقة بيانات الشركة وتسريبها. ما الذي يمكن أن يفعله بك الهاكر؟ حين يكون جهاز الكمبيوتر الخاص بك موصولاً بالإنترنت، تقوم البرمجيات الخبيثة، التي زرعها الهاكر على جهازك، بالكشف على بياناتك الشخصية والمالية من دون علمك. أو يقوم كمبيوتر «مفترس» بالانقضاض على البيانات الخاصة التي تتساهل في الكشف عنها، وفي كلتا الحالتين، يمكن للهاكرز القيام بما يلي:

1 - خطف أسماء المستخدم وكلمات السر.

2 - سرقة أموالك وفتح بطاقات الائتمان وحساباتك المصرفية. 3 - تخريب الائتمان الخاص بك. 4 - طلب الأرقام السرية لحسابات شخصية جديدة أو بطاقات ائتمان جديدة 5 - تنفيذ مشتريات من حساباتك. 6 - إضافة نفسه أو اسم مستعار كمستخدم مخوّل مما يسهل عليه استخدام حسابك. 7 - الحصول على السلف النقدية. 8 - سوء استخدام بطاقاتك الشخصية. 9 - بيع معلوماتك لجهة أخرى قد تستخدمها لأغراض غير مشروعة.كيف تحمي نفسك؟1 - استشر الفريق الفني في مؤسستك واستمع لنصائحه 2 - اجرِ عمليات التحديث بشكل منتظم 3 - استثمر في برامج الحماية من الفيروسات 4 - استخدم كلمات مرور مختلفة لكل حساب 5 - استثمر في تدريب طاقم موظفيك على أمن المعلومات 6 - استخدم الجدار العازل Firewall لحماية شبكة الشركة 7 - استخدم وصلات «واي فاي» آمنة 8 - احتفظ بنسخة احتياطية من بياناتك 9 - خزّن بياناتك بشكل آمن ثم اغلق أجهزتك جيداً 10 - استخدم أدوات لكشف أي تهديد لسرية بياناتككيف تعرف إن كنت تعرضت للقرصنة؟دقق في حساباتك الشخصية، وفي بطاقات الائتمان والوثائق الأخرى، هل هناك عمليات لم تقم بها؟ هل هناك تغييرات مريبة وغير مصرّح بها؟ إذا كان الأمر كذلك، فربما يكون هناك برنامج خبيث أو هاكر يتربص بك.أشهر عمليات القرصنة الإلكترونية● عام 1995، قام الهاكر الروسي فلاديمير ليفين باختراق نظام المعلومات لمصرف سيتي بنك وسحب منه 10 ملايين دولار. ● عام 1999، نشر الأميركي ديفيد سميث فيروس ميليسا حول العالم بواسطة البريد الإلكتروني، ما أدى إلى تعطيل خدمات الرسائل الإلكترونية في مناطق واسعة من العالم لعدة أيام. ● عام 2000، قام مراهق كندي يدعى مايكل كالسي بتجميد عمليات عدد من الشركات الكبرى في ما عُرف بـ«مافيابوي»، ما ألحق بها خسائر قُدرت بـ 1.2 مليار دولار. ● عام 2004، تمكن الطالب الألماني سفن جاشان من تعطيل كامل نظام المعلومات لشركة طيران دلتا الأميركية، فلحقت بها خسائر قُدرت بنصف مليون دولار. ● 2005، تمكن ألبرتوغونزاليس وعصابته من مهاجمة عدد من الشركات الأميركية للبيع بالتجزئة وسرقة بيانات بطاقات العملاء الائتمانية في عملية عُرفت باسم «شيدي رات»، التي بلغت خسائرها أكثر من 250 مليون دولار. ● 2006، تعرضت شركات ومؤسسات في 14 دولة حول العالم إلى سلسلة هجمات إلكترونية كان مصدرها الصين، وكبدت هذه الدول خسائر هائلة. ● 2007، قام ماكس رايبانكس بسرقة معلومات مليوني بطاقة ائتمان في عملية بلغت خسائرها 86 مليون دولار. ● 2011، تعرضت شركة Epsilon التي تعتبر من أكبر شركات البريد الإلكتروني وتدير البريد لأكثر من 200 شركة عالمية كبرى، إلى قرصنة كلفتها خسائر تناهز الـ 4 مليارات دولار. ● 2012، تعرضت شبكة سوني للقرصنة، ما ألحق خسائر بحسابات أكثر من 77 مليون عميل. ● 2013، تعرضت بنوك عالمية كبرى لعمليات قرصنة بلغت خسائرها أكثر من مليار دولار. ● 2016، تعرض بنك Hiest في بنغلادش إلى قرصنة كبّدت البنك خسائر قُدرت بـ 81 مليون دولار. ● 2017، خلال أيام، تعرضت عشرات الآلاف من الشركات في 150 دولة لعملية قرصنة أُطلق عليها اسم Wannacry التي أدت إلى إغلاق أجهزة الكمبيوتر فيها، وطالبت العصابة الفاعلة بمبلغ 300 دولار لفتح كل جهاز. ● 2018، تعرض موقع فيسبوك إلى أكبر عملية قرصنة منذ تأسيس الشركة، ما عرّض للخطر البيانات الشخصية لأكثر من خمسين مليون مشترك.أخطر هاكريعتبر كيفن ميتنيك أشهر القراصنة، وهو مؤلف لاقت كتبه رواجاً كبيراً، وهو متحدث بارز عن القرصنة الإلكترونية، وحدث ان كان ذات يوم، المطلوب رقم واحد لمكتب التحقيقات الفدرالي بتهمة التورط في قرصنة أكثر من أربعين شركة حول العالم. وهو يعمل الآن مستشاراً لأمن المعلومات لعدد من الحكومات والشركات في مناطق مختلفة من العالم.الأشهر عربياًالجزائري حمزة دلاج هو أشهر هاكر عربي وفقاً لتصنيفات مكتب التحقيقات الفدرالية، حيث تمكن دلاج من اختراق 217 مصرفاً حول العالم وسحب منها 4 مليارات دولار وحوّلها إلى مستفيدين فقراء من فلسطين ودول أخرى. وألقت السلطات التايلندية القبض عليه عام 2013 وسلّمته إلى الولايات المتحدة، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاماً، وما زال يمكث في السجون الأميركية.أشهر 8 فتيات هاكرز1 - الأميركية أديانا كوك 2 - الصينية شياو تيان 3 - الروسية آنا شابمان 4 - الروسية كريستينا شفيشنسكايا 5 - البولندية جوانا روتوسكا 6 - الأميركية رافين أدلر 7 - البلجيكية كيم فانفايك 8 - الصينية بينغ كراكر.الدول الأكثر تورطاً ● الصين.. تنطلق %41 من الهجمات الإلكترونية منها. ● الولايات المتحدة %10. ● تركيا %4.7. ● روسيا %4.3. ● تايوان %3.7.أشهر 10 قراصنة في العالم«جوسيفر» لحظة اعتقاله في قضية هيلاري كلينتون1 - كيفن ميتنيك، أطلقت عليه وزارة العدل الأميركية بأنه «المطلوب رقم واحد بسبب الجرائم الإلكترونية في تاريخ أميركا». وقضى في السجن ست سنوات بتهمة القرصنة الإلكترونية، وبعد خروجه من السجن عمل مستشاراً أمنياً في إحدى الشركات الكبرى. 2 - جوناثان جيمس، يلقب بـ«الرفيق» وقصته مأساوية، بدأ القرصنة في سن مبكرة وقضى سنوات في السجن وهو قاصر، اخترق نظام ناسا وكبدها خسائر تصل إلى مليوني دولار. في عام 2008، أقدم على الانتحار، بسبب اتهامات له بارتكاب جرائم إلكترونية. -3 ألبرت غونزاليس، سرق وباع 170 مليوناً من أرقام بطاقات الائتمان وزوّر جوازات سفر وبطاقات تأمين. 4 - كيفن بولسن، اكتسب شهرته من قرصنة أنظمة الهواتف الذكية. 5 - غاري ماكينون، عُرف بلقب هاكر ناسا، وقام بأكبر عملية قرصنة لأنظمة الجيش الأميركي. 6 - روبرت موريس، أُدين عام 1989 بالقيام بعملية احتيال إلكتروني وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ. 7 - لويد بلانكنشب، أطلقت عليه أوساط القراصنة لقب «المعلم»، كتب مقالة عام 1986 اعتبرت حجر الزاوية في عمليات القرصنة اللاحقة. 8 - جوليان أسانج، بدأ القرصنة وهو في السادسة عشرة من عمره، ونجح في اختراق آلاف المواقع التابعة للحكومات والشركات، ومنها البنتاغون وناسا وسيتي بنك ولوكهيد مارتن وجامعة ستانفورد، وهو مؤسس موقع ويكيليكس الشهير عام 2006. 9 - مارسيل لازار الذي الشهير بـ«جوسيفر»، هو المسؤول عن اختراق موقع الحزب الديموقراطي الأميركي في انتخابات 2016، وكان قد ساعد في كشف وجود بريد إلكتروني خاص استخدمته هيلاري كلينتون خلال عملها وزيرة للخارجية الأميركية وعوقب بالسجن 52 شهراً. 10 - أنونيمس، ربما يكون الهاكر الأشهر عالمياً - وهو عبارة عن مجموعة من القراصنة - وهاجم منذ ظهوره عام 2003 مجموعة من الأهداف، منها أمازون وباي بال وسوني وعدد من الكنائس والحكومات.

القبس





أخبار ذات صلة

Horizontal Ad

تغريدات


الإعلانات



مكتب الرميلة لتخليص المعاملات